الجمعة، 25 ديسمبر 2009

الطلاق الصامت ( الحلقة الاولي )








الطلاق الصامت ..كابوس الحياة الزوجية والعاطفية !
حالة تصيب معظم بيوت الاسرة العربية ..وهو وحش كاسر بلا رحمة يتمتع بقوة قتل ثلاثية !
كيف ؟؟ وما اوصافه ؟؟
ايام او شهور من بدأ الزواج ثم يسافر الزوج والزوجة نفسيا الي اللا شيء او الي المجهول يتحول البيت بالنسبة للرجل مجرد فندق للنوم والطعام فقط ..ولا يتكلم الا اذا كانت هناك ضرورة وتحل الحياة الجافة سريعا في البيت الجديد حيث لاحب ولا عاطفة ولا حميمية وتتحول الزوجة الي مجرد خط لانتاج الاطفال وكأن البيت هو مصنع لانتاج اطفال محرومون من الجو الدافيء للاسرة ولا يجدوا والدين يتحابان امام اطفالهم فتولد في نفوسهم القسوة والبرودة العاطفية ..
ويصبح الزوج حياته في البيت مجرد فاصل اعلان
ي يتواصل بعدها مع برامجه الخارجية ومع اصدقائه او عمله وتعيش الزوجة في القطب الشمالي المتجمد مع الاسكيموا في برودة وثلوج المشاعر ...ومظاهر تلك الحالة ايضا الخرس الزوجي وفقدان الاستمتاع بالحياة تلك النعمة التي وهبنا الخالق اياها ! ..وتزداد المأساة عمقا في زمن متقدم اصبحت فيه المعرفة والمقارنة مع نماذج متقدمة في لغة الاستمتاع بالحياة ويقدم الاعلام ويركز في الفضائيات علي مشاعر وقصص الحب والالحاح علي اعلاء قيم وقصص الحب والمشاعر الدافئة والحنان ليذكرنا بالمأساة التي نعيشها وحياتنا الجافة ( ادرس جيدا وقع المسلسلات العاطفية التركية ورد فعلها علي النساء والفتيات في مجتمعنا وقد كتبت عن ذلك في مدونتي يااولاد الايه ؟ في مقال موجود في الارشيف بعنوان " مهند ونور وبئر العواطف المغلقة " )
ويدخل العالم كله في حالة حوار او حديث من طرف واحد فتعقد المقارنات بصفة مستمرة بين الواقع المريض والحياة الجافة الخالية من اي عواطف او حنان مع الصورة الحديثة التي تجري احداثها كالشلالات وفيضان بحور الحب المصنوع في الفضائيات والانترنيت وتصبح المعرفة التي كانت ناقصة في كل شيء متوفرة سواء كانت في الحب او الجنس او كل الوان الحياة التي تضفي استمتاعا وفضاءات من الاستمتاع لم يكن احد يعرفها ..فتحل التناقضات تدريجيا وتطرح داخل الحياة الاسرية والزوجية والبيوت الخاوية من الحنان والحب فتزيد المشكلات عمقا وتزيد المشاعر الحانقة والمعقدة وتضطرب حياتنا وتهتز كالمرجل وقد تصل الي درجة الزلازل او "تسونامي" يدمر الحياة الزوجية الفاشلة والباردة والمبنية علي أسس متهالكة والتي تخلوا من اي مقاومة تذكر ولا تتمتع بالمناعة الذاتية فتنهار سريعا امام صحوة العواطف الخامدة في زمن اصبحت كل الملفات تفتح بكل انواع الخطوط وبكل احجامها وبكل لغات العالم ..الان لامكان للاختفاء والتغييب في هذا العالم الجديد في زمن النت والفضائيات كل المعلومات متاحة ومتداولة ومعرفة مشاكلنا التي نعاني منها اصبحت متوفرة فلابد ان نعيد ترتيب حياتنا من جديد ولم تعد مسالة الزواج بالاكراه او لاي هدف اخر مادي او ادبي مطروحة ..هكذا يجب ان تكون انظر الي كثرة حالات الطلاق وبالذات في السن الصغير جداا مثل سن العشرين بسبب " في رأيي " تغييب أو غياب ثقافة الحياة وعلم الحياة الذي يتيح للشاب او الفتاة فرصه عمل دراسة جدوي حياتية للزواج وتخلف الشباب في معرفة دوافعه الشخصية واحتياجاته الخاصة وقدراته أي انه من المفروض عمل "اشعة مقطعية" تظهر تفاصيل احتياجات الفرد الجسدية والعاطفية لكي يراها جيدا في اختياره للطرف الاخر فلا يكفي مجرد الرغبة فقط لتبني مؤسسة الزواج لابد من دراسة الجدوي للزواج الذي سيتم وحتي لايفاجيء الشاب او الفتاة بأطباع الاخر او اخلاقه التي لم تكن تعني اي طرف عند الاختيار ..

ان فقه ومعرفة وعلم الحياة للاسف شيء لا يتواجد فينا يعكس حالة التخلف التي تتسم بها مجمل حياتنا المتخلفة وثقافتنا المريضة والتي تخلصت من امراضها الحضارات الحديثة المتفوقة علينا ..
يتبع ..
كتبه محمد امام نويرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق